 |
| تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد |
مقدمة
عاشت الدولة المغربية أوج امتدادها في العهد الموحدي، لكن مع بداية القرن 13م بدأ الضعف يفكك وحدة البلاد و تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد في الاندلس.
فما هي أسباب ضعف الدولة الموحدية وانعكاس ذلك على وحدة البلاد؟ وكيف انتقلت السلطة من الموحدين الى المرينيين ؟ وكيف تعامل المرانيين مع هذه الاوضاع ؟
اولا: ضعف وتفكك الدولة الموحدية
1- تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد واسباب ضعف الموحدين
بدأ الضعف يدبّ في الامبراطورية الموحدية بالتحديد بعد هزيمة الموحدين في معركة العقاب سنة 1212م التي كانت ضد القوات المسيحة الراغبين في استرداد الاندلس.
بعد حرب العقاب تمكن المسيحيين من السيطرة على حزء كبير من بلاد الاندلس وبقي المسلمون يسيطرون في الاندلس على ألميرية وغرناطة ومالقة والجزيرة الخضراء فقط في إطار ما سمي بـ مملكة بني الأحمر (1232م – 1492م).
2- تفكك الدولة الموحدية وظهور دولة جديدة
بعدما بدأ الضعف يسيطر على الدولة الموحدية واجه الموحديين معارضة داخلية قوية أدت الى تفكك الدولة الموحدية وإنقسامها إلى ثلاث دول مستقلة عن بعضها البعض: الحفصيون في المغرب الادنى (تونس الحالية) – بنو عبد الواد في المغرب الاوسط (الجزائر الحالية) – المرينيون في المغرب الاقصى (المغرب الحالية).
بينما انقسمت الاندلس بين المسيحيين ومسلمي مملكة بني الاحمر.
ثانيا: مراحل تطور الدولة المرينية وتراجع الجهاد
1- مراحل تطور الدولة المرينية
تأسست الدولة المرينية على أنقاض الدولة الموحدية، وحكمت المغرب مدة 317 سنة، ومرت من ثلاث مراحل:
- مرحلة التأسيس (1239م – 1258م): بدأت مع عبد الحق بن محيو، وتمكن المرينيين من بسط سيطرتهم على كل المغرب الاقصى بعد قتل إدريس الواثق (الملقب بـ أبي دبوس) أخر ملوك الموحدين ودخول العاصمة مراكش سنة 1269م.
- مرحلة القوة (1258م – 1348م): من أبرز الملوك المرينيين الذين حكموا في هذه الفترة هما أبو الحسن وأبو عنان، حيث بلغ الدولة المرينية في عهدهما أوج ازدهارها.
- مرحلة الضعف (1348م – 1526م): دامت مدة 178 سنة، تشارك فيها الوطاسيين (بنو عمومة المرينيين) مع المرينيين حكم البلاد، مما أدى الى اضعاف السلطة المركزية، وانتهت هذه المرحلة بزوال المرينيين وظهور دولة السعديين.
2- تراجع الجهاد في عهد المرينيين
بعد تمكن المرينيين من السيطرة على حكم المغرب الاقصى، حاولوا في عهد يعقوب المريني الدخول الى الاندلس لمحاربة المسيحيين أكثر من مرة بمساعدة من بني الاحمر في الاندلس، لكن كل محاولتهم باثت بالفشل، وخاصة بعدما استطاع المسيحيين السيطرة على مضيق جبل طارق صعب على المرينيين العبور للاندلس.
خاتمة
بعد انهيار الدولة الموحدية وخسرانها الاندلس، بالرغم من محاولات المرينيين استرجاع حكمها، ضاعت من يد الدولة المغربية من ذلك الوقت الى ان سقطت كل الاندلس في يد المسيحيين سنة 1492م.
){kind=link}