من انا

 بما أنك دخلت لهذه الصفحة إلا وأنك تريد معرفة عني المزيد كصاحب هذا الموقع، لذا سأحاول قدر المستطاع اختصار لك تجربتي المتواضعة في مجال العمل في الانترنت ولماذا اخترتُ هذا المجال دون غيره.

من الطفولة الى سنة 2019

اسمي عبد الصمد، من مواليد عام 1993، ولدت في مدينة مكناس المغربية، أنتمي لأسرة عادية قنوعة بما قسم الله لها من أرزاق.

درست في المدرسة العمومية وحصلت على شهادة البكالوريا عام 2013، والتحقت بعدها لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية تخصص “القانون باللغة العربية”، كان هدفي من الدراسة الجامعية أن أحصل على وظيفة في المحاماة، لكن الاقدار أرادت لي مسار أخر.

في العام الاول من دراستي الجامعية عانيت من المرض الشيء الكثير، وبسبب المرض لم أستطع حضور كل الامتحانات الجامعية الخاصة بالسنة الأولى، وبسبب قوانين الجامعة تم طردي في العام الثاني لانني لم أكن احضر مواعيد الإمتحانات ولم أستطع تبرير لهم غيابي للكثير من الاسباب ….، وبسبب قلة الامكانيات لم أستطع السفر الى مدينة اخرى لاكمال دراستي في الشعب التي أحب.

منذ ذلك الوقت بدأت أحقد على الظروف وعلى الأقدار وعلى كل شيء … وأقول مع نفسي لماذا يحدث معي كل هذا … وبسبب غضبي كرهت شيء اسمه كلية الحقوق.

عانيت بعدها من البطالة لمدة سنة، وفي عام 2015 قررت اللجوء الى مركز “التكوين المهني” لتعلم حرفة لربما تكون سبب في حصولي على فرصة عمل جيدة، درسة مجال “اصلاح آلات التبريد والثلاجات … وكل ما يخص التبريد”، وبالفعل في سنة 2016 استطعت الحصول على شهادة معترف بها من قبل الدولة تخول لي العمل في هذا المجال.

بدأت بعدها ابحث عن عمل بتلك الشهادة وبالفعل وجدت عمل، لكن تفاجأت أنني أبدل مجهود يومي كبير وأتعب كثيرا بدون مقابل مادي جيد، أعمل لساعات طوال (10 ساعات في اليوم) بثمن 5 دولار في اليوم (60 درهم مغربية)، وبعد اشتغالي لمدة أربع أشهر قررت الإنسحاب والبدأ من الصفر لان هذا العمل ليس هو العمل الذي أريد.

في أواخر سنة 2016 قررت العودة الى الدراسة الجامعية مرة اخرى لكن هذه المرة سأدرس في شعبة أخرى، سألت عن الوثائق المطلوبة قالوا لي يجب أن تكون عندك شهادة الباكالوريا جديدة، درست شعبة “علوم الحياة والارض” والحمد لله إستطعت الحصول فيها على شهادة باكالويا حرة بميزة “جيد” في أواخر سنة 2016.

بعد حصولي على شهادة الباكالوريا للمرة الثانية، جلس مع نفسي يوما كاملا أفكر في الهدف الذي سأضعه أمامي للعمل عليه، فقررت أن أدرس لأصبح أستاذا، بالفعل التحقت بالجامعة سنة 2016-2017 تخصص “التاريخ والحاضرة” وحصلت فيها على شهادة الإجازة بميزة “جيد جدا” عام 2019.

ما تعلمته ما بين سنة 2017 و 2019

أول درس تعلمته في هذه الفترة أن لا ثقة في الوظيفة، والعمل كموظف في الدولة صعب المنال، للكثيرة من الاسباب: – الاكتظاظ – المحسوبية والزابونية التي يعاني منها كل مجتمعات العالم الثالث.

بدأ في داخلي يكبر شعور جديد وقوي : أنني إذا أردت العمل في بلدي يجب ممراسة العمل الحر كيف ما كان، كنت أثق في هذا الشعور أكثر من ثقتي في دراستي الجامعية بالرغم من انني كنت متفوق في الجامعة.

موازاة مع الدراسة الجامعية كنت أستغل وقت فراغي للبحث في الانترنت عن مجالات العمل في النت بدون رأسمال، وتعلمت الكثير من المهارات في تلك الفترة التي أفادتني بشكل كبير في الفترة الراهنة: تعلمت تصميم المواقع الإلكترونية – واستخدام برامج المنتاج الشهيرة – وايضا التعديل على الصور بالفوتوشوب ….

مباشرة بعد حصولي على شهادة الإجازة في سنة 2019، كان زملائي في الدراسة يبحثون عن فرص لاتمام دراستهم الجامعية أو البحث عن وظيفة تناسبهم، لكن أنا كان لي رأي أخر.

أخدت تلك الشهادة ورميته مع الشواهد الأخرى التي لم أستفد منها أي شيء مادي (سوى ما هو ثقافي)، وكانت عندي بعض النقود اشترت بها حاسوب جديد وأغلقت علي باب غرفتي للبدأ في مشروعي الحقيقي.

أنشأت الكثير من المدونات على الانترنت وأنشأت كذلك ثلاث قنوات يوتيوب، ثم البحث عن فرص لتقديم “خدمات مصغرة” في التصميم والبرمجة، بدأت بالخدمات التي أتقنها وتعلمت مهارات أخرى لكي أتيح لنفسي فرص أخرى للعمل في الانترنت.

بالفعل والحمد لله حققت نجاح لم أكن أتصوره سابقا، أسست أسرتي وأنا الان أب لطفل عندما أنظر في عينيه أرى الطموح والمسؤولية التي تشجعني على الاستمرار والصبر والكفاح في عملي.

بإختصار العمل في الانترنت كان مفتاح حل كل مشاكلي وتحقيق الاستقرار المادي والمعنوي.

وأتمنى من كل قلبي أن تحققوا أنتم أيضا ما تريدون والله ولي التوفيق.