ملخص تاريخ بلاد الإغريق (ملخص شامل)

ملخص تاريخ بلاد الإغريق
ملخص تاريخ بلاد الإغريق

تعتبر حضارة الإغريق من أعرق وأقدم حضارات العالم ، وخلفت لنا موروث حضاري مهم لازال التاريخ يذكره الى الان، ولازال المفكرون المعاصرون يستدلون به على أفكارهم واجتهاداتهم ، فالإغريق كانت حاضنة سقراط وأفلاطون وأرسطو …، العلماء الذين أذهلوا العالم وبعلمهم الزاخر ، وجعلوا كل الحضارات الانسانية اللاحقة تقتات من علمهم ومعارفهم .
وأهمية دراسة تاريخ حضارة الإغريق لا تتجلى فقط في معرفة الأحداث السياسية التي جرت في ذلك التاريخ ، وإنما معرفة تاريخها العريق يعني معرفة جذور علوم المنطق والفلسفة التي هي أساس كل العلوم التجريبية الأخرى ، ومعرفة كيف كان الرقي العلمي والثقافي مزهرا في تلك البلاد المجيدة .

بعض التسميات التي أطلقها المؤرخون والجغرافيون على بلاد الإغريق

بلاد الإغريق لم تعرف في الكتابات الجغرافية والتاريخية القديمة بهذا الاسم فقط ، وإنما عرفت بأسماء متعددة ومنها :
– هيلاد أو هيلاس : وهو اسم لا زال اليونانيون الى الأن يطلقونه على بلادهم ، ويسمون أنفسهم بـ “الهللينيين” .
– اليونان : اسم يحيل أيضا لبلاد الإغريق ، وقد استخدم هذا الاسم كثيرا عند المؤرخون العرب في كتاباتهم الحديثة .
– الإغريق : وهو الاسم الأكثر استخداما عند الحديث عن تاريخ حضارة الاغريق ، سواء في الكتابات العربية القديمة أو الكتابات الأعجمية والرومانية .

جغرافية بلاد الإغريق

تشمل جغرافية بلاد الإغريق أو اليونان القديمة الجزء الجنوبي لشبه جزيرة البلقان، وجزر بحر إيجه ، وسواحل آسيا الصغرى .

أما من ناحية طبيعة البلاد فهي تتكون من جزر وأشباه الجزر ، بالإضافة الى سهول ضيقة ومنعزلة صالحة للزراعة لكنها تفتقر للتربة الجيدة ، و الجبال الوعرة .

وبشكل عام بلاد الإغريق فهي أرض تحيط بالبحر ، وخاصة بحر إيجه الذي تقع فيه أغلب الجزر الإغريقية والذي ساعد وبشكل كبير في تحقيق الوحدة الجغرافية لبلاد الإغريق والتي يطلق عليها أيضا بالوحدة الإيجيه ، والتي تحولت الى وحدة حضارية وثقافية .

عوائق تحقيق الوحدة السياسية لبلاد الإغريق

رغم أن بلاد الإغريق استطاعت تحقيق الوحدة الجغرافية بفضل بحر إيجه إلا أنها لم تستطع تحقيق الوحدة السياسية للبلاد وذلك راجع لعدة أسباب :

1- التضاريس الجبلية المضطربة التي أدت الى وجود مناطق منعزلة عن بعضها البعض ، وبسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة لبلاد الإغريق ظهرت الكثير من الدويلات الصغيرة المنعزلة عن بعضها البعض والضعيفة في نفس الوقت ، وبلغ عدد تلك الدويلات حوالي 1500 مدينة أو ما اصطلح عليها بـ Polis / دول المدن .

2- فقر تربة بلاد الإغريق ، الذي أثر سلبا على الإنتاج الفلاحي للبلاد الذي كان هو مصدر قوت السكان وعليه كانت تقام الحضارة القديمة القوية ، وبسبب إفتقار بلاد الإغريق لفلاحة قوية صعّب عليها مأمورية تأسيس مدينة قوية قادرة على بسط سيطرتها على باقي المدن لتوحيد البلاد وقيام دولة اغريقية موحدة سياسيا واقتصاديا .

3- عامل البحر الذي يحيط ببلاد الإغريق من كل الجهات : رغم أن البحر قد يكون عامل مهم في تسهيل التواصل الحضاري والتجاري والبشري بين سكان بلاد الإغريق ، إلا أنه كان من العوامل التي صعبت مأمورية قيام دولة إغريقية توحد كل البلاد سياسيا .

وكل هذه العوامل التي كان سبب بروزها أساسا الطبيعة الجغرافية الوعرة للبلاد ، أدت إلى عدم قدرة سكان بلاد الإغريق على توحيد بلادهم سياسيا واقتصاديا ، كما ساهمت في بروز الكثير من الدويلات الضعيفة والمنعزلة والمتنافسة فيما بينها .

أهم المراحل التاريخية والحضارية لتاريخ بلاد الإغريق

مر تاريخ بلاد الإغريق من مجموع من المراحل والمحطات الهامة والتي يمكن التمييز بينها وفق أحداث كبرى غيرت مجرى الحضارة الإغريقية ويمكن جمع كل تلك المحطات التاريخية في الآتي :

1- عصر البرونز ( ما بين 3000 ق.م و 1100 ق.م )

شهدت بلاد الإغريق في عصر البرونز ظهور مجموعة من الحضارات ومنها :

– الحضارة الميناوية بجزيرة كريت

– الحضارة الكيكلادية بجزر بحر إيجه

– الحضارة الطروادية بشمال غرب آسيا الصغرى

– الحضارة الهيلادية في بلاد الإغريق القارية

– الحضارة الموكينية التي نشأت بعد الحضارة الهيلادية في بلاد الإغريق القارية ( ما بين 1400 ق.م – 1100 ق.م )

2- عصر الحديد ( ما بين سنة 1100 ق.م – 750 ق.م )

ويسمى أيضا بالمرحلة الغامضة ، وتمتد ما بين سنة 1100 ق.م – 750 ق.م ، وعُرف هذا العصر بالإضطراب والحروب والغزوات من أجل البحث عن المناطق التي تتوفر على المعادن ، وكان من ثمارها الغزو الدوري لبلاد الإغريق القارية .

وبالرغم من كل تلك الفوضى العارمة التي شهدتها بلاد الإغريق في هذه المرحلة ، إلاّ أن ما يميز هذه الفترة هو إكتمال الجنس الإغريقي وعناصر شعبه والتوسع في كل الرقع الجغرافية المشكلة لأرض بلاد الإغريق بفضل هجرات سكان بلاد الإغريق من بلاد الإغريق القارية إلى جزر بحر إيجه وسواحل آسيا الصغرى هروبا من الإحتلال الدوري .

3- العصر الأرخي أو ما يصطلح عليه بالفترة المبكرة ( ما بين 750 ق.م – 490 ق.م ) :

وقد شهد العصر الأرخي مجموع من الأحداث في بلاد الإغريق وأهمها :

– ظهور الكتابة بالإعتماد على الأبجدية الفينيقية ، فشهدت بلاد الإغريق بعد ذلك إنتاجا أدبيا مهما تمثل في ملحمتي الإلياذة والأوديسة للشاعر الإغريقي هوميروس .

– ظهور المدن الدول Polis ككيان اقتصادي واجتماعي وسياسي ، وما عرفته تلك المدن الدول من تطورات على مستوى الأنظمة الحاكمة ( من النظام الملكي إلى النظام الأرستقراطي ثم ظهور المصلحين وبعدهم الطغاة ، لتنتهي تلك التطورات بظهور النظام الديمقراطي وخاصة في المدن الإغريقية المشهورة ) .

– حدوث هجرات سكانية نحو مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ، والمعروفة بالحركات الاستيطانية الثانية ما بين القرن 8 ق.م و القرن 6 ق.م

– كما أن العلوم والفنون في هذه الفترة شهدت تطورا ملحوظا في بلاد الإغريق ، بالإضافة إلى استقرار المعبودات الإغريقية .

4- العصر الكلاسيكي ( ما بين القرن 5 ق.م إلى نهاية القرن 4 ق.م )

على المستوى الخارجي ، شهدت بلاد الإغريق مجموعة من الحروب الخارجية تمثلت في :
– الحروب الميدية ضد الفرس ( ما بين 490 ق.م – 448 ق.م )
– الحرب ضد قرطاجة ( ما بين 574 ق.م – 480 ق.م )
– الحرب ضد الأثروسكيين في مدينة كومس عام 474 ق.م

أما على المستوى الداخلي ، حصل تنافس واقتتال حاد بين المدن الإغريقية ( وخاصة منها : أثينااسبرطةطيبة ) ، كمحاولة منها لفرض سيطرة إحداهم على باقي مدن بلاد الإغريق من أجل توحيد البلاد تحت سلطة سياسية واحدة ، لكن كل المحاولات باءت بالفشل ، الأمر الذي أدخل البلاد في حروب أهلية طاحنة ( عرفت بحروب البيلوبونيز ) أضعفت كاهل كل المدن الإغريقية عسكريا واقتصاديا ، وأصبحت لقمة سهل للمقدونيين عام 338 ق.م .

5- العصر الهلنيستي من القرن 4 ق.م إلى سنة 146 ق.م

وهو العصر الذي سيطر فيه فليب المقدوني حاكم مقدونيا ( الواقعة في شمال بلاد الإغريق ) على بلاد الإغريق ( ابتداء من عام 338 ق.م ) بعد تعرض بعض مدنها للدمار سواء من قبل القوى الخارجية أو بسبب الحروب الأهلية التي كانت بين المدن الإغريقية .
وتجدر الإشارة إلى أن هناك اختلاف عند المؤرخين بخصوص مملكة مقدونيا ، فهناك من ينسبها إلى بلاد الإغريق ، ويقر بأنها أرض إغريقية شأنها شأن باقي المدن الإغريقية الأخرى ، وهناك ومن يرى بأنها أرض منعزلة على بلاد الإغريق ، وبالتالي فسيطرة المقدونيين على بلاد الإغريق عرّض الإغريقيين إلى الإحتلال الأجنبي .

وبعد وفاة فليب المقدوني خلفه ابنه الإسكندر الأكبر في حكم مملكة مقدونيا سنة 336 ق.م وهو في عمر العشرين عاما ، فأستطاع هذا الأخير إخضاع بعض المدن الإغريقية التي حاولت الإستقلال بذاتها بعد موت فليب و بذلك ضم كل بلاد الإغريق إلى امبراطوريته الضخمة التي شملت مصر وبلاد الشام وبلاد الهند و بلاد الفرس ، بعد ازاحة الحكم الفرعوني من مصر وقتل ملك كسرى في معاركه الدامية ضدّ الفرس .

وظل الإسكندر المقدوني حاكما لأكبر إمبراطورية عرفها التاريخ القديم ، إلى أن توفي وهو يصارع المرض في مدينة بابل ببلاد الرافدين عام سنة 323 ق.م .

ومباشرة بعد وفاة الإسكندر الأكبر تشتت إمبراطوريته العظيمة وانقسمت بين قواد جيشه ، وكل قائد عسكري نصب نفسه ملكا على ولايته ، وهكذا هبّ الضعف في كل أرجاء الإمبراطورية وانقسمت الى ثلاث دول :
– ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ
– ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻗﻴﺔ ﻓﻲ بلاد الشام ﻭﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭالفرس ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ
– ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ

واستمرت بلاد الإغريق على هذا الوضع إلى أن جاء الإحتلال الروماني وسيطرة على البلاد عام 146 ق.م ، لتدخل بذلك اليونان إلى عصر جديد وهو العصر الروماني .

خصائص ومميزات مدن الدول Polis في بلاد الإغريق

تعتبر مدن الدول Polis من أهم المظاهر الحضارية التي ميزت حضارة بلاد الإغريق قديما ، والمدينة الدولة هي كيان سياسية واقتصادي واجتماعي منعزل كل الإنعزال على المدن الإغريقية الأخرى ، حيث كانت كل مدينة إغريقية لها حاكمها ونظامها السياسي والعسكري والإقتصادي الخاص بها ، وتتشارك مدن الدول الإغريقية فقط في الأمور الثقافية والتطور الحضاري حيث كانت كل مدينة تتأثر بالمدينة الأخرى وتنافسها على جميع الأصعدة وهذا ما أدى إلى توحيد كل بلاد الإغريق ثقافيا وحضاريا .

1- كيف تأسست مدن الدول Polis في بلاد الإغريق ؟

- الأسرة الأرستقراطية : كان أب الأسرة الإغريقية هو المسؤول على تعليم أفراد أسرته (الذكور منهم فقط ) طقوس دينه ومعبوداته ، وهي طقوس أساسها تقديس الأسلاف ( الأب والجد ) ، كما لا يحق لأي أجنبي الإطلاع على هذه الطقوس وأسرار العبادة لأنها خاصة بالأسرة فقط .

- العشيرة : بعد اجتماع مجموعة من الأسر الأرستقراطية التي لها نفس الطقوس الدينية وتجمعها رابطة دموية تتشكل ما يسمى بالعشيرة .

- الفراترية : وبعد إجتماع واتحاد مجموعة من العشائر التي تربطها روابط دينية ودموية تتشكل ما يسمى بالفراترية .

- القبيلة : وبعد اجتماع واتحاد مجموعة من الفراتريات تتشكل ما يسمى بالقبيلة .

- مدينة الدولة : وعندما تقرر مجموعة قبائل الإتحاد لأسباب اقتصادية واجتماعية وجغرافية تأسس ما يصطلح عليه بمدينة الدولة Polis .

وكل المدن الإغريقية قديما تأسست بهذه الطريقة ، ما جعلها تتميز عن طرق تأسيس باقي مدن العالم القديم .

خصائص النظام السياسي في أثينا ( من الأرستقراطية إلى الديموقراطية )

بعد تأسيس المدن الإغريقية ، حصلت الفئات الأرستقراطية داخل مجتمع المدينة على امتيازات أكبر بكثير مما يتميز به أغلبية الشعب الإغريقي ، ومن تلك الامتيازات أن الأرستقراطيين كانوا هم ملاك الأراضي وباقي فئات الشعب مجرد خدّام في الأرض ، يقومون بعمل الحرث والزراعة والأعمال الحرفية الأخرى مقابل المأكل والمشرب والمسكن ، وعندما يريد الأرستقراطي مثلا بيع أرضه فأنه يبيعها هي ومن فيها من حيوان وسكان .

لكن مع مطلع القرن 7 ق.م ، بدأ المجتمع الارستقراطي يواجه أزمة مجتمعية حادة ، وخاصة فيما يخص التفاوت الكبير الذي كان حاصلا بين النمو الاقتصادي والنمو الديموغرافي ، والذي بسببه لم يستطع الأرستقراطيين توفير الحاجيات المعيشية لكل سكان المدينة ، الأمر الذي أدى إلى ظهور فئة من المعدمين ( من جميع الفئات حتى من الفئة الأرستقراطية نفسها ) الذين لم يستطيعوا العيش داخل المجتمع المدينة ، فتركوا أراضيهم وهاجروا بحثا عن لقمة عيشهم حتى لو كان ذلك خارج حدود بلاد الإغريق ، وسميت هذه الهجرة في التاريخ بحركة الاستيطان فيما وراء النهرين .

وبسبب حركة الهجرة والاستيطان هاته ظهرت الى الوجود فئة اجتماعية جديدة تحترف التجارة ، وخاصة أن في تلك الفترة تم اكتشاف العملة النقدية التي كان بواسطتها تتم المبادلات التجارية ، فازدهرت التجارة على يدهم داخل بلاد الإغريق ، وعادوا إلى مدنهم ليشتروا بعض أراضي الأرستقراطيين الذين لا زالوا يواجهون مشاكل في تغطية الحاجيات الضرورية للرعية ، وبهذه الطريقة امتلكت تلك الفئة الاجتماعية الجديدة أراضي شاسعة داخل المدن ، وبدأوا يزاحمون الأرستقراطيين في الحكم من خلال مطالبتهم لبعض الامتيازات السياسية .

فاحتدم النقاش بين الفئة الجديدة والأرستقراطيين حول أمور السياسة وحكم المدينة ، وفي خضم هذا النقاش ظهرت فئة من المثقفين وأصحاب الرؤى الإصلاحية ( سموا بالمصلحين وأغلبهم من فئة النبلاء ) التي اقترحت مجموعة من الإصلاحات لإخراج المجتمع الإغريقي من ضيق محنته الى القليل من الرخاء والعيش الكريم ، وهذه الأحداث عمت جل المدن الإغريقية لكننا في هذه الفقرة سنخصص الحديث عن مدينة أثينا لوحدها نظرا لأهميتها في تاريخ الإغريق القديم .

1- المصلحون في أثينا

بسب تأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية داخل مدينة أثينا ظهرت فئة سمت “بالمصلحين” الذين حاولوا الإجتهاد وإيجاد حلول سياسية للخروج من المأزق السياسي الذي هو أساس كل معاناة الشعب الاثيني ، وكان أول أولئك المصلحين اسمه Dracon ( عام 621 ق.م )، لما وصل الى الحكم قام بمجموعة من الإصلاحات أهمها :
– منح زمام الأمور وقيادة المدينة للفئة الوسطى من الشعب الأثيني ( وهذا بمثابة إقصاء لفئة الأرستقراطيين )
– تولي مهمة محاكمة القاتل للدولة بدل العشيرة

وبعد Dracon جاء Solon ( 640 ق.م – 558 ق.م ) الذي قام هو الأخر بمجموعة من الإصلاحات ، لكن هذه المرة كانت في صالح عموم الشعب ، ولامست بعض المشاكل التي كان يعاني منها المجتمع الأثيني وخاصة المشاكل المتعلقة بالأرض والديون ، عكس اصلاحات Dracon التي وصفها المؤرخين بالقساوة وبأنها لم تلامس جوهر المشاكل التي يعانيها عموم الناس ، ومن اصلاحات Solon نذكر :

– إلغاء كل قوانين Dracon ما عدا القانون الخاص بجريمة القتل
– إلغاء الديون وتخفيف عبء الضرائب ، وبذلك تحرير عبيد الديون ، وتشجيع التجارة
– انشاء ورشات اقتصادية من أجل تحريك عجلة الاقتصاد ودمج العاطلين عن العمل في سوق الشغل
– تحديد الحد الأقصى لمصاريف الدولة التي تصرف في اللهو والحفلات
– تشجيع الشباب على الزواج ، وتكليف الدولة مأمورية تربية أبناء الشعب من أجل زرع فيهم الوطنية وحب الوطن
– تقسيم المجتمع الأثيني حسب درجة الثراء إلى 4 فئات وهي : 1- فئة الأغنياء، 2- فئة الفرسان، 3- فئة الحرفيين، 4- فئة المعدمين الأحرار

ورغم أن هذه الإصلاحات لم تكن اصلاحات جذرية لمشاكل المجتمع الأثيني إلا أنها كانت قفزة نوعية لمحاولة تغيير حال الشعب الأثيني من الأسوء إلى أفضل الحال ، والملاحظ كذلك أن فئة الأرستوقراطيين فقدت جزءا كبير من نفوذها السياسي داخل أثينا لذلك ستتربص بسير الأحداث السياسية لتستغل أدنى حدث تسترجع من خلاله سلطتها .

2- أثينا في عصر الطغاة

بعد قيام Solon بإصلاحاته تلك اعتزل الحكم تلك وراءه فراغا سياسيا ، فاغتنم الأرستقراطيين الفرصة وعملوا جاهدين للوصول للسلطة وامتلاك مقالد الحكم ، لكنهم صدموا بظهور فئة أخرى منافسة لهم سموا بالطغاة ( سموا بهذا الإسم لأنهم وصلوا الى السلطة بطريقة غير شرعية حيث نادوا بالإصلاح طمعا في الحكم ) فاستغلوا مطالب الشعب الإصلاحية وجيشوا أنفسهم بمجموعة من الفنانين الأدباء والشعراء الذين كانوا بمثابة منبر إعلامي لفئة الطغاة ، وبهذه الطريقة استطاع الطغاة الوصول الى الحكم .

ومن أشهر حكام الطغاة كان شخص اسمه بيستراد ، الذي احتفظ بقوانين Solon في تسيير البلاد ، وإخضاع الجميع للقانون بالقوة ، وبعد وفاته خلفه أبناءه الذين لم يستطيعوا تسيير البلاد بنفس جدارة أبيهم ، فأظهروا نقاط ضعف في تسييرهم السياسي ، فحاول الأرستقراطيين استغلال تلك الثغور من أجل استعادة مكانتهم السابقة ، إلى أن ظهر كليستين عام 508 ق.م الى الساحة السياسية وأخذ مقالد حكم المدينة ثم القضاء على محاولات الأرستقراطيين اليائسة . فتبث كليستين نظاما جديدا في أثينا وهو ما اصطلح عليه بالنظام الديموقراطي ، بعدما استطاع نقل السلطة الى أغلبية الشعب وإزالتها من يد الأقلية ، وبحكم كليستين لأثينا انتهى عصر الطغاة وبدأ عصر الديموقراطية ( وهو نظام شبيه بالنظام الجمهوري الحالي ) .

3- طبيعة النظام السياسي في اسبرطة

كما تقدم الدكر فمنذ بداية القرن 7 ق.م شهدت معظمة المدن الإغريقية تغيّرات كبيرة على مستوى النظام السياسي بسبب تبعيات النظام الارستقراطي ، لكن مدينة اسبرطة هي المدينة الإغريقية الوحيدة التي لم تساير الركب ، وأحدث إصلاحات خاصة بها ، حاولت من خلالها الخروج من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية لكن وفق إصلاحات أبقت من خلالها على نظام الحكم الملكي .

لكن قبل الحديث عن الكيفية التي نجحت من خلالها اسبرطة الحفاظ على نظاهما الملكي دون تغيير ، سنلقي نظرة سريعة على طبيعة المجتمع الإسبرطي .

تأسست مدينة اسبرطة بعد إتصال 5 قرى والإتحاد بينها ، ويسيطر عليها الارستقراطيين الدوريين ، وبعد تأسيس اسبرطة أصبح المجتمع الإسبرطي يتكون من ثلاث فئات اجتماعية :
1- فئة الارستقراطيين الدوريين : وهي الفئة الحاكمة ، مهمتها حماية المدينة من خلال التدرب على حمل السلاح وامتلاكها للجيش العسكري .
2- فئة البيريك : فئة لا تملك أي امتيازات سياسية ، ووضيفتها التجارة والصناعة والمشاركة في الخدمة العسكرية .
3- فئة الهيلوت : وهي فئة العبيد ، وظيفتهم حرث الأرض والإمتثال لأوامر السيد ، وليست لهم أي حقوق مدنية .

ومن أجل امتلاك شعب قوي قادر على حماية مدينته ، كانت الحكومة الاسبرطية تتكلف بتربية الإسبرطيين منذ الولادة ، عندما يولد الطفل يقدم امام احد الموظفين في الحكومة للنظر في طبيعة صحته الجسمانية ، وإذا كان الطفل بصحة جيد يسمح له بالحياة ، لكن إن كان يعاني من مشاكل صحية يترك في جبل تايكيتوس إلى أن يموت ، لأن الإسبرطيين لا يقبلون الضعفاء في مدينتهم وهمهم تكوين شعب قوي المراس لا يهاب أحد من الأجانب المعتدين .

أما على المستوى السياسي ، وكما أشرنا سابقا ، فمدينة اسبرطة هي المدينة الإغريقية الوحيدة التي لم تساير الركب وظلت متمسكة بنظامها الملكي الأرستقراطي ، كان لابد للأرستقراطيين الاسبرطيين القيام بمجموعة من الإصلاحات والتدابير المؤسساتية التي تضمن حماية نظامهم السياسي ، وتلك الإصلاحات إحادث ما يلي :

1- الملكين : وهما ذكرين من أسر ارستقراطية عريقة ، وظيفتهما ترأس الحفلات الدينية والنظر في بعض الأمور القانونية ، ولهم سلطة سياسية محدودة ويخضعان لمراقبة الإيفور ( والملاحظ من ذلك أن هذا النظام شبيه بما يطلق عليه حاليا بالملكية الدستورية ) .

2- مجلس الشيوخ : له أعلى سلطة ، يتشكل من الملكين و 28 عضوا عمرهم اكثر من 60 سنة ينتخبون مدى الحياة ، مهمته سن القوانين والنظر في القضايا المهمة وافي اتهام الإيفور للملكين في حالة إن حدث ذلك .

3- الإيفور : ينتخب أعضاءه من قبل الجمعية الشعبية ، مهمته مراقبة الملكين ومنع كل المحاولات التي قد تحاول تغيير نظام الحكم او مساس امتيازات الفئة الحاكمة .

4- الجمعية الشعبية : وتتألف من كل المواطنين الإسبرطيين الذين بلغوا سن 30 عاما ، ومهمتهم انتخاب اعضاء الإيفور ومجلس الشيوخ عن طريق الهتاف ، والتصويت عن باقي القضايا التي تطرح له من قبل مجلس الشيوخ .

وبفضل هذه التنظيمات التي أحدثتها اسبرطة ساعدتها على تحقيق نوع من التوازن بين منح المجتمع الإسبرطي حق المشاركة السياسية لكن بطريقة تحفظ للأرستقراطيين مكانتهم وسلطتهم السياسية على اسبرطة .

4- الألعاب الأولمبية عند الإغريق

كان اول مكان تقام فيه الألعاب الأولمبية في بلاد الإغريق عام 884 ق.م هو معبد أولمبيا، بعدما قام هرقلس بإقام حفل في ساحة كبيرة في مدينة “أولمبيا” الإغريقية ، ودعى اليونانيين في ذلك الحفل بأن يلعبون فيه من خلال المصارعة والتباري والسباق بالمشاة والفرسان والمركبات ، ومنذ ذلك الحين بدأ الإغريقين يقومون بتلك الألعاب كل أربع سنوات ويسمونها بـ “الألعاب الأولمبية” نسبة لـ “جبل الالمبيوس” الواقع في مدينة أولمبيا ، وفي المعتقدات الإغريقية أن في قمة جبل الالمبيوس تعيش الألهية وعلى رأسهم كبير الألهة زيوس ( المسمى عند الرومان بـ “جوبيتر” )، فكان الإغريقين يقومون بتلك الألعاب الأولمبية تقربا لعبادة الإله زيوس ، ومن استطاع النصر فيها له شرف الألهة .

استمرت الألعاب الأولمبية منذ ذلك التاريخ إلى حدود عام 392 ميلادية ، بعد إعلان الإمبراطور الروماني ثيودوس الأول إلغاء الألعاب الأولمبية بحجت أننها تتنافى مع تعاليم المسيحية وهي جزء من عبادة الأوثان .

ومنذ ذلك الحين إختفت الألعاب الأولمبية من الوجود إلى حدود عام 1896 م ، وهي السنة التي تم فيها إحياء الألعاب الأولمبية وإظهارها إلى الوجود مرة أخرى ، وكانت أول دولة محتضنة لها هي دولة اليونان في مدينة أثينا . ومنذ ذلك التاريخ إلى الأن لاتزال الألعاب الأولمبية قائمة .

مقالات ذات صلة :
– ملخص تاريخ مصر القديمة
– ملخص تاريخ حضارة بلاد الرافدين